عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ

« قَدْ هَلَكَ شَعْبِي مِنْ عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ» ( هو 4: 6 )

«قَدْ هَلَكَ شَعْبِي مِنْ عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ»؛ تلك مرثاة الرب. إن عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ هو النتيجة المُحقَّقة لرفض الاسْتِمَاع. لقد عرض عليهم حقه، لكنهم أبوا أن يقبلوه. لذلك يضيف قوله: «لأَنَّكَ أَنْتَ رَفَضْتَ الْمَعْرِفَةَ، أَرْفُضُكَ أَنَا حَتَّى لاَ تَكْهَنَ لِي. وَلأَنَّكَ نَسِيتَ شَرِيعَةَ إِلهِكَ أَنْسَى أَنَا أَيْضًا بَنِيكَ» (ع6). إن النور المرفوض ينقلب إلى ظلمة أكثر عتامة من ذي قبل، وتُذهب بالجاني إلي محن قاسية، ورفضٍ من الله. هل القارئ واحد ممن جاء النور إليهم، ويخشى - أو يأبى - أن يطيعه؟ اذكر أنك حينما تتصرف بحسب فكر الله المعلن في حكمته، فإن سبيلك يشرق ويتزايد نوره إلى النهار الكامل. ومن الناحية الأخرى فإن تَعمُدك تجاهل الحق المُعلَن، أو رفضك إياه، يقسي ضميرك. ونحن نعرف أشخاصًا كانوا قد تعلَّموا مِن الكتاب جانبًا من الحق، الذي لو كانوا قد تصرفوا بمقتضاه لخلَّصهم مِن طريق العالم، ومن الروابط الدينية العالمية، ولحرَّرهم لكي يخرجوا إلى ذاك المرفوض حاملين عاره. لكنهم أحجموا خشية الخسارة المادية المُحتملة، أو المشكلات العائلية. وإذ طلبوا سبلاً أيسر من التي رسمها الكتاب، اسكتوا ضمائرهم وأطفأوا روح الله. وكانت النتيجة المُحزنة أن تلك الحقائق التي استمتعوا بها يومًا تجرَّدت من القوة والفعالية الروحية، فقد أصبحت حروفًا ميتة صماء؛ وتصلبت ضمائرهم وانتهت شهادتهم لله. وعبثًا يتحدثون عن تضحيات يبذلونها بأسلوبهم، لكنها لا تجدي عند ذاك الذي قال: «هَلْ مَسَرَّةُ الرَّبِّ بِالْمُحْرَقَاتِ وَالذَّبَائِحِ كَمَا بِاسْتِمَاعِ صَوْتِ الرَّبِّ؟ هُوَذَا الاسْتِمَاعُ أَفْضَلُ مِنَ الذَّبِيحَةِ، وَالإِصْغَاءُ أَفْضَلُ مِنْ شَحْمِ الْكِبَاشِ» ( 1صم 15: 22 ).

الكاتب: هنري أيرنسايد

تم تحميل محتوى هذه الصفحة بالتعاون مع موقع طعام و تعزية