بركة الإحياء

«اَلرُّوحُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي» ( يوحنا 6: 63 )

نتعلَّم من الكتاب المقدس أن الإنسان الخاطئ هو شخص ميت بالذنوب والخطايا ( أف 2: 1 ). فمن يوم أن سقط الإنسان في الجنة، وقد سرى عليه حكم الموت الروحي. فصحيح هو لم يمت موتًا جسديًا في ذات اليوم الذي أكل فيه من الشجرة، ومع ذلك فقد مات بالفعل روحيًا وأدبيًا. قال المسيح مرة لواحد: «اتْبَعْنِي، وَدَعِ الْمَوْتَى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ» ( مت 8: 22 )، ولا يمكن فهم هذه الآية إلا بمعرفة هذه الحقيقة: أن هناك موتى روحيًا يسيرون على الأرض، هم في نظر الله أموات، وبالإيمان القلبي والحقيقي بشخص ربنا يسوع المسيح، يتم انتقالهم من الموت إلى الحياة ( يو 5: 24 ). وهل بوسع شخص ميت أن يُحيي نفسه؟ لا يمكن إطلاقًا. وعليه فإن الإنسان البعيد عن الله يظل في حالة الموت الروحي، إلى أن يُنعم الله عليه بنعمة الحياة. ومن الأهمية بمكان أن نلاحظ أن الإحياء هو أحد تلك الأعمال التي نسبها المسيح إلى أقانيم اللاهوت الثلاثة، فقال إن الآب يُحيي من يشاء، وكذلك الابن أيضًا ( يو 5: 21 )؛ ثم في الأصحاح التالي أكّد المسيح أن «اَلرُّوحُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي». وعبارة «اَلرُّوحُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي»، نرى تصويرًا لها حيث أنزل روح الرب حزقيال وسط بقعة ملآنة عظامًا، وإذا هي يابسة جدًا. وعندما سأله قائلاً: «يَا ابْنَ آدَمَ، أَتَحْيَا هَذِهِ الْعِظَامُ؟ ... هَكذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَلُمَّ يَا رُوحُ مِنَ الرِّيَاحِ الأَرْبَعِ، وَهُبَّ عَلَى هَؤُلاَءِ الْقَتْلَى لِيَحْيُوا. فَتَنَبَّأْتُ كَمَا أَمَرَني، فَدَخَلَ فِيهِمِ الرُّوحُ، فَحَيُوا وَقَامُوا عَلَى أَقدَامِهِمْ جَيْشٌ عَظيمٌ جِدًّا جِدًّا» ( حز 37: 9 ، 10). في هذه الرؤيا، قام الروح القدس بإحياء لا جثث ميتة فحسب، بل قد أحيا عظامًا يابسة! وهذا يلقي الضوء على قول المسيح: «اَلرِّيحُ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاءُ، وَتَسْمَعُ صَوْتَهَا، لَكِنَّكَ لاَ تَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي وَلاَ إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ. هَكَذَا كُلُّ مَنْ وُلِدَ مِنَ الرُّوحِ» ( يو 3: 8 ).

الكاتب: يوسف رياض

تم تحميل محتوى هذه الصفحة بالتعاون مع موقع طعام و تعزية