«لأَنَّ هِيرُودُسَ كَانَ يَهَابُ يُوحَنَّا» ( مر 6: 20 ) «وَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَهُ خَافَ مِنَ الشَّعْبِ» ( مت 14: 5 )
يقول الوحي في مرقس6: 20 إن «هِيرُودُسَ كَانَ يَهَابُ يُوحَنَّا»، وفي متى 14: 5 يقول إنه «خَافَ مِنَ الشَّعْبِ»، لكن للأسف لا يقول في أي موضع إنه كان يخاف الله. ونحن كنا سنتعجب قليلاً لو قرأنا أن الشعب كان يخاف من هيرودس، لكن العجيب حقًا أن هيرودس كان يخاف الشعب! كلهم يخافون من كلهم، ولكن «لَيْسَ خَوْفُ اللهِ قُدَّامَ عُيُونِهِمْ»!
ونحن لا نقرأ أن رجل الله العظيم، يوحنا المعمدان، كان يخاف الملك، مع أنه طبعًا كان يعرف إنه شرير ويُمكن أن يقتله، كما حصل بالفعل. كان المعمدان لا يخاف أحدًا سوى الله، وكان هيرودس تقريبًا يخاف الجميع، إلا الله!
وفي يوم مولد هيرودس، وهو ”يَوْمٌ مُوافِقٌ“ بحسب لغة البشير مرقس ( مر 6: 21 )، وفيه عمل هيرودس حفلة ماجنة. وكان يوم مولد هيرودس الفاجر الأثيم، هو يوم مقتل يوحنا النبي العظيم! قد يعتبر البعض أن هذا يوم موافق لهيرودس، ويوم شؤم للمعمدان، ولكننا الآن يمكننا أن نرى الأمر بطريقة أفضل، فهو بكل يقين أسوأ أيام هيرودس، وأفضل أيام المعمدان!
في هذه الحفلة فإن ابنة هيروديا، من زوجها الأول، رقصت رقصة خليعة، أثارت شهوة هيرودس. وآه، كم لعبت الرقصات الخليعة من فجر التاريخ في العقول وسببت من دمار! ذلك لأنها تثير شهوة الجسد وشهوة العيون. لقد سرت تلك الرقصة هيرودس وضيوفه، وهم يقينًا على شاكلته، ولكنها أغضبت الله. ونتيجة للنشوة التي أذهبت عقل هيرودس، أقسم للفتاة بقسم أمام جميع الحاضرين، أن يعطيها ولو نصف المملكة. ويا له من وعد أحمق! ويا له من قسم شرير! وما أكثر الممالك على مر الزمان، التي وُزعت على الراقصات لإرضائهن، كما ستظهر وتنجلي كل الحقائق في “دينونة اليوم العظيم”!
الكاتب: يوسف رياض
تم تحميل محتوى هذه الصفحة بالتعاون مع موقع طعام و تعزية