«وَبُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ مِنْ رَاعُوثَ. وَعُوبِيدُ وَلَدَ يَسَّى. وَيَسَّى وَلَدَ دَاوُدَ الْمَلِكَ» ( مت 1: 5 ، 6)
عادت رَاعُوث إلى الأرض إلى إله إسرائيل، وقنعت بأن تكون في أحد الحقول وراء الغلمان الحصادين لتلتقط بين الحُزم. وإن كونها أممية مما يزيد من كرامتها؛ لقد كانت تقية بين أهل لا يعرفون التقوى، وكانت مؤمنة، في حين أن بني إسرائيل أنفسهم برهنوا على عدم الإيمان،
لكن رَاعُوث بكل ما فيها من وداعة وحلاوة وصلاح، كانت تقوم دونها عقبة لم تقم دون الباقيات. كانت رَاعُوثُ موآبية، وكان هناك نص صريح في الناموس يحرّم دخول العموني أو الموآبي في جماعة الرب إلى الأبد ( تث 23: 3 ). وبذلك كانت راعوث تحت الحرمان بحكم الناموس. ويا للعجب أن الناموس يقف حائلاً دون هذه المرأة الفاضلة وبين شعب الله، ولا يقف دون ثَامَار أو رَاحَاب، وبذلك عبّر الله تعبيرًا صادقًا عن طبيعة الناموس. إن الناموس يقف حائلاً بين الإنسان كإنسان (ولو كان البار بين الناس)، وبين محضر الله، لأن كل أعمال برنا كثوب عدّة (نجس).
لكن لم يَحل الناموس دون دخول رَاعُوث في جماعة الرب. لقد نُحي الناموس جانبًا من أجل إيمان رَاعُوث. وبدلاً من أن يُحرم نسلها من الدخول في جماعة الرب حتى الجيل العاشر، نجد حفيدها في الجيل الثالث يجلس على عرش إسرائيل ويسمع الوعد المُثبّت لهذا العرش في نسله على مدى الأجيال المتعاقبة.
وهكذا في راعوث يظهر «بِرُّ اللهِ بِدُونِ النَّامُوسِ ... بِرُّ اللهِ بِالإِيمَانِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، إِلَى كُلِّ وَعَلَى كُلِّ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ. لأَنَّهُ لاَ فَرْقَ. إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ» ( رو 3: 21 -23). هذا ما تشهد له رَاعُوث. وهذه هي قصة النعمة التي يتلذذ الله بإذاعتها بمختلف اللغات.
الكاتب: ف. و. جرانت
تم تحميل محتوى هذه الصفحة بالتعاون مع موقع طعام و تعزية