« رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ» ( إش 61: 1 )
في نبوة إشعياء يُذكر الروح القدس بالارتباط بالمسيح ثلاث مرات: في إشعياء 11؛ 42؛ 61. في إشعياء 11 يقول: «وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى، وَيَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ أُصُولِهِ، وَيَحُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ، رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ، رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ. وَلَذَّتُهُ تَكُونُ فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ» ( إش 11: 1 -3). والوصف السباعي للروح القدس هنا مرتبط بالأكثر مع مجيء المسيح الثاني، حين يأتي ليدين وليملك.
والمرة الثانية في إشعياء 42 - وهذه اقتبسها الروح القدس في متى12: 18-21 - تقول: «هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ، مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ. لاَ يَصِيحُ وَلاَ يَرْفَعُ وَلاَ يُسْمِعُ فِي الشَّارِعِ صَوْتَهُ. قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً خَامِدَةً لاَ يُطْفِئُ. إِلَى الأَمَانِ يُخْرِجُ الْحَقَّ. لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَنْكَسِرُ حَتَّى يَضَعَ الْحَقَّ فِي الأَرْضِ، وَتَنْتَظِرُ الْجَزَائِرُ شَرِيعَتَهُ» ( إش 42: 1 -4). وهو يتكلَّم أيضًا - كعادة النبوة - عن مجيء المسيح الأول ثم عن مجيئه الثاني، دون الفصل بينهما كالعديد من الإشارات لهذا المجيء في العهد القديم. والمسيح كان دائمًا يعمل مشيئة الآب، وكان يفعلها بالروح القدس.
والمرة الثالثة في إشعياء 61 - وهذه اقتبسها المسيح في لوقا 4 - تقول: «رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ. لأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لِلرَّبِّ، وَبِيَوْمِ انْتِقَامٍ لإِلَهِنَا» ( إش 61: 1 ، 2). وهذه الآية تربط بين مجيء المسيح الأول، ومجيئه الثاني عن قريب. ونحن نلاحظ أن المسيح في مجمع الناصرة توقف عند عبارة “أَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ”، ولم يذكر عبارة “بِيَوْمِ انْتِقَامٍ لإِلَهِنَا”، لأن هذه العبارة لم تتم في مجيئه الأول، بل ستتم في مجيء المسيح الثاني.
الكاتب: يوسف رياض
تم تحميل محتوى هذه الصفحة بالتعاون مع موقع طعام و تعزية