«وَاظِبُوا عَلَى الصَّلاَةِ سَاهِرِينَ فِيهَا بِالشُّكْرِ» ( كو 4: 2 )
هل فقط المؤمنون المتقدمون الذين قد درسوا تمامًا كلمة الله، هم الذين يُمكنهم أن يُصلـّوا؟ لحسن الحظ كلا! هل يمكن أن الوالدين يُخبران طفلهما أنه يجب عليه ألا يطلب منهما شيئًا إلى أن يكبر، وذلك لأن الطفل لا يزال يتكلَّم بارتباك، وأحيانًا يطلب أشياء غبية؟ بالقطع كلا! إنهما يُسرّان عندما يأتي طفلهما إليهما بطلباته. هذا برهان على أن الطفل مقتنع أنهما والداه، وأنه لا يستطيع أن يفعل شيئًا بدونهما، وأنه واثق فيهما أيضًا، وأنه مقتنع أنهما يُحبانه ويعتنيان به، رغم أنه ربما لا يكون واعيًا تمامًا بهذا كله.
إن الله أبانا يُصغي بفرح عميق لأصواتنا حينما نأتي إليه. ألسنا أولاده؟ لقد قال عن بولس الذي كان قد آمن لِتَوِّهِِ: «هُوَذَا يُصَلِّي» ( أع 9: 11 ). وكتب الرسول بولس بدوره إلى التسالونيكيين الراجعين إلى الله حديثًا: «صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ» ( 1تس 5: 17 ). وهذا الرسول العظيم، والذي بواسطة كرازته ربما يكون قد خلص الملايين، والذي تلقى إعلانات خاصة عن المشورات الإلهية الكاملة، والذي اختُطف مرة إلى السماء الثالثة؛ إلى الفردوس، وسمع كلمات لا يُنطق بها ( 2كو 12: 2 -4)، هذا الرسول العظيم كان هكذا مقتنعًا بقوة صلاة أولئك الراجعين إلى الله حديثًا، حتى إنه طلب منهم قائلاً: «أَيُّهَا الإِخْوَةُ صَلُّوا لأَجْلِنَا» ( 1تس 5: 25 ).
إن أوضح برهان على أن المؤمن ينمو، هو بلا شك عندما يزداد تقديره لأهمية الصلاة، نعم، إنه بدون الصلاة، كل شيء تافه ولا قيمة له.
ليت الرب يهبنا جميعًا أن نزداد إدراكًا لقيمة الصلاة، وأن نستخدم هذا الامتياز غير المحدود على الدوام. وكم ستكون سعادة قلوبنا حينئذ، وأية شهادة ستفيض من حياتنا.
الكاتب: هـ. ل. هايكوب
تم تحميل محتوى هذه الصفحة بالتعاون مع موقع طعام و تعزية