«وَلكِنَّ الرَّبَّ كَانَ مَعَ يُوسُفَ، وَبَسَطَ إِلَيْهِ لُطْفًا، وَجَعَلَ نِعْمَةً لَهُ فِي عَيْنَيْ رَئِيسِ بَيْتِ السِّجْنِ» ( تك 39: 21 )
يُمارس الله على الأشرار تأثيرًا ملطفًا جاعلًا إياهم على النقيض من ميولهم الطبيعية، كي يعملوا ما يٌعزز قضيته. وقصة يوسف وإخوته مثال لكون الله يُمارس على الأشرار تأثيرًا مانعًا للشر، كما أن اختبارات يوسف في مصر مثال على أن الله أيضًا يُمارس قوة ملطفة على الأشرار. تخبرنا القصة أنه بينما كان يوسف في بيت فوطيفار «كَانَ الرَّبُّ معه فَكَانَ رَجُلاً نَاجِحًا. وَرَأَى سَيِّدُهُ أَنَّ الرَّبَّ مَعَهُ»، وبالتالي «وَجَدَ يُوسُفُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ (فوطيفار)، وَخَدَمَهُ، فَوَكَّلَهُ عَلَى بَيْتِهِ» ( تك 39: 2 ، 3، 4). ثم لاحقًا، وحين طُرح يوسف في السجن ظلمًا نقرأ: «وَلكِنَّ الرَّبَّ كَانَ مَعَ يُوسُفَ، وَبَسَطَ إِلَيْهِ لُطْفًا، وَجَعَلَ نِعْمَةً لَهُ فِي عَيْنَيْ رَئِيسِ بَيْتِ السِّجْنِ» ( تك 39: 21 )، وبالتالي أظهر له رئيس بيت السجن الكثير من اللطف والإحسان. وأخيرًا، وبعد أن خرج من السجن، نقرأ في أعمال 7: 10 أن الرب «أَعْطَاهُ نِعْمَةً وَحِكْمَةً أَمَامَ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ، فَأَقَامَهُ مُدَبِّرًا عَلَى مِصْرَ وَعَلَى كُلِّ بَيْتِهِ»
وبالمثل هناك دليل آخر لافت للنظر على سلطان الله في أن يُذيب قلوب أعدائه، ونجده في تعامل ابنة فرعون مع الطفل مُوسَى. هذه القصة معروفة جيدًا، فقد أصدر فرعون مرسومًا يأمر فيه بقتل كل ذكر إسرائيلي مولود. ثم وُلد طفل لرجل لاَوِي، فخبأته أُمُّهُ لمدة ثلاثة أشهر، وحين لم تعد قادرة على إخفائه بعد، وضعته في سَفَط من الْبَرْدِيِّ، وتركته على حافة النهر. لم يكتشف هذا السَفَط سوى ابنة فرعون والتي كانت قد جاءت إلى النهر لتغتسل، لكن بدلًا من أن تنتبه إلى مرسوم أبيها الشرير وتلقي بالطفل في النهر، نقرأ أنها «رَقَّتْ لَهُ» ( خر 2: 6 )! وهكذا نجا هذا الطفل وصار موسى بعد ذلك ابنا بالتبني لهذه الأميرة!
الكاتب: آرثر بنك
تم تحميل محتوى هذه الصفحة بالتعاون مع موقع طعام و تعزية