« قَالَ لَهَا يَسُوعُ: أَلَمْ أَقُلْ لَكِ: إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللهِ؟» ( يو 11: 40 )
لم تستطع مريم ومرثا أن تفهما ما سيعمله سيدهما. قالت كلتاهما له: «يَا سَيِّدُ، لَوْ كُنْتَ ههُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي» ( يو 11: 21 ، 33). وكأننا نقرأ من خلف قولهما هذه العبارات: “يا سيد. لا نفهم لماذا تأخرت علينا هذه المدة الطويلة. لا نفهم كيف استطعت أن تدع الموت يأتي إلى الشخص الذي أحببته. لا نفهم كيف سمحت للحزن والألم أن يهجما علينا، في حين أن حضورك كان يمنع ذلك كُلية. لماذا لم تأتِ؟ إن مجيئك الآن متأخر جدًا ... لأن له أربعة أيام وقد أنتن”.
وجواب السَيِّد على كل ذلك ينحصر في حق عظيم واحد: “قد تجهلين الأمر، ولكني أقول لكِ: إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللهِ؟”
وهكذا قد يكون الأمر معك. تقول: “أنا لا أفهم لماذا سمح الله بفقدي لهذا الشيء العزيز لديَّ جدًا. لا أفهم لماذا يسمح بالألم والتعب الشديد لنفسي. لا أفهم لماذا يسير بي طرقًا ملتفة كلها عقبات وصعوبات. لا أفهم لماذا يُحبط كثيرًا من المشروعات والأغراض التي أراها نافعة لي من وجوه عديدة. لا أفهم لماذا يؤخر إعطائي ما أشعر أني في حاجة إليه لخير نفسي؟”
يا صديقي .. ليس مطلوبًا منك، ولا في استطاعتك، أن تفهم طرق الله معك. والله لا ينتظر أن تفهم، وأنت إنسان محدود، كل أعماله الإلهية العالية. أنت لا تنتظر أن يفهم ابنك الصغير كل أفكارك، ولكنك تنتظر في الوقت نفسه ثقته في حكمتك ومحبتك له. يومًا ما سترى مجد الله في نفس الأمور التي لا تفهمها الآن. فقط ثق في أمانته وحكمته ومحبته، فيؤول ذلك إلى راحة قلبك في جميع ظروفك.
الكاتب: ف. ب. ماير
تم تحميل محتوى هذه الصفحة بالتعاون مع موقع طعام و تعزية