«ثِقْ يَا بُولُسُ! لأَنَّكَ كَمَا شَهِدْتَ بِمَا لِي فِي أُورُشَلِيمَ، هكَذَا يَنْبَغِي أَنْ تَشْهَدَ فِي رُومِيَةَ أَيْضًا» ( أع 23: 11 )
بعد عدة سنوات من إيمان بولس، وعندما كانت حياته تواجه خطرًا في أورشليم، ظهر له الرب يسوع في الهيكل، وأخبره بما يجب أن يفعله ( أع 22: 17 -21). وعندما أصابه الإحباط في كورنثوس، وتحيَّر إلى أين يذهب، ظهر له الرب يسوع مرة أخرى، وشجّعه على البقاء هناك ( أع 18: 9 ، 10). والآن - في أورشليم - وقد أصبحت حالته المعنوية منخفضة بالتأكيد، ظهر له الرب يسوع ثانية ليُشجّعه، وليُخبره أيضًا بما ينبغي أن يفعل. ولقد تلقى بولس فيما بعد تشجيعًا أثناء العاصفة ( أع 27: 22 -35)، وأثناء محاكمته الأخيرة في روما ( 2تي 4: 16 ، 17). ولعل وعد الرب: «هَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ» ( مت 28: 20 )، يُعطينا تشجيعًا عظيمًا في مختلف ظروف الحياة.
لقد كانت رسالة الرب إلى بولس رسالة تشجيع: «ثِقْ يَا بُولُسُ!»، والتي تعني ببساطة: “تَشَجَّعْ!”. وكان الرب قد قالها للمفلوج ( مت 9: 2 )، ولنازفة الدم ( مت 9: 22 )، وللتلاميذ أثناء العاصفة ( مت 14: 27 )، وكررها في الْعِلِّيَّةِ ( يو 16: 33 ). وهي لنا أيضًا في الأزمنة الصعبة، لأن الرب معنا.
كما أنها كانت رسالة مدح، فالرب لم يُوبخ بولس لذهابه لأورشليم، بل امتدحه لشهادته له هناك، رغم أن هذه الشهادة لم تُقبَل، وبدا وكأنها فاشلة. ولكن الرب سُرّ يشهادة بولس، وهذا هو المهم حقيقة.
أخيرًا كانت رسالة ثقة؛ فبولس كان لا بد أن يذهب إلى روما، وكان هذا شوق قلب بولس ( أع 19: 21 ؛ رو15: 22-29). ولكن الأحداث في أورشليم بدت كما لو أنه لم يكن من الممكن لهذه الرغبة أن تتحقق. ولكن في كل الأحداث التي تلت، كان الرب معه، مُنفذًا خطته الكاملة لينقل خادمه الأمين إلى روما.
الكاتب: وارين ويرسبي
تم تحميل محتوى هذه الصفحة بالتعاون مع موقع طعام و تعزية