«تُؤْمِنُونَ بِهِ، فَتَبْتَهِجُونَ بِفَرَحٍ لاَ يُنْطَقُ بِهِ وَمَجِيدٍ» ( 1بط 1: 8 )
في الأرض أفراح كثيرة، لكن ولا واحد منها يُشبع النفس أو يدوم. يفرح بعض المسيحيين فيما قاموا به من أعمال، وفيما اختبروه من اختبارات، وفي إحساساتهم وعواطفهم وخدماتهم ومعارفهم الروحية. لكن هذه الأفراح - ولو أنها أفراح روحية – ليست مُشبِعة كل الشبع، وليست دائمة، بل هي متقطعة. مكتوب: «لأَنَّ فَرَحَ الرَّبِّ هُوَ قُوَّتُكُمْ» ( نح 8: 10 ). فالفرح الوحيد الذي لا يُنْطَقُ بِهِ، ولا يُعبَّر عنه، وهو دائم ومتزايد على الدوام، هو فرح الرب والابتهاج فيه.
لكن كثيرون من المؤمنين يُقرِّرون أنهم لا يعرفون من هذا الفرح إلا القليل. إنهم لا يتمتعون بهذه البهجة يومًا بعد يوم، بل غالبًا ما يكتئبون وتُثقَّل قلوبهم، ويتذمرون ويشكون. فكيف إذن يحصلون على هذا الفرح؟ إن ذلك الفرح هو نتيجة مشغولية القلب بالمسيح؛ بشخصه وبمجده، وبالثقة فيه ثقة كاملة. إنه نتيجة الثبات فيه وهو فينا. فبدلاً مِن أن نلتفت إلى الظروف، يجب أن نتعلَّم الالتفات إليه هو، وأن نجعله أمامنا كل حين. هذا ما يرفعنا فوق الظروف الأرضية كلها بأحزانها ومتاعبها.
ومعرفة المسيح التي تُعطينا ذلك الفرح الذي لا يُنْطَقُ بِهِ، تعتمد كثيرًا على استخدام كلمة الله باستمرار. ففي الكتاب المقدس يُستعلَن رب المجد، كما يُستعلَن أيضًا مجد الرب. وإذ يخدم بيننا الروح القدس بواسطة هذه الكلمة، يجعل قلوبنا تتحقق شخص الرب يسوع المسيح بصور أوضح، حتى نرى فيه الشخص الوحيد الذي كله مشتهيات. وعندما نُدرك مع جميع القديسين ما هو العرض والطول والعمق والعلو، ونعرف محبة المسيح الفائقة المعرفة، حينئذٍ نمتلئ بفرح مقدس؛ «فَرَحٌ لاَ يُنْطَقُ بِهِ وَمَجِيدٍ».
الكاتب: وليم بنز
تم تحميل محتوى هذه الصفحة بالتعاون مع موقع طعام و تعزية