امتحان مفاجئ

«يَا مُعَلِّمُ، أَمَا يَهُمُّكَ أَنَّنَا نَهْلِكُ؟» ( مر 4: 38 )

«أَمَا يَهُمُّكَ أَنَّنَا نَهْلِكُ؟»، «مَنْ هُوَ هذَا؟ فَإِنَّ الرِّيحَ أَيْضًا وَالْبَحْرَ يُطِيعَانِهِ!» ( مر 4: 38 ، 41)؛ سؤالان يكشفان حالة قلب التلاميذ: الأول يُظهر جهلهم بمحبته، والثاني بهويته! لأنه كيف يكون مُعلِّمٌ ولا يهتم بحالة تلاميذه؟! ولقد أظهر هذا الموقف مدى اهتمام المُعلِّم بحالة تلاميذه، فأرسل امتحانًا مُفاجئًا ليُقيس لهم مستوى ثقتهم في محبته وقدرته، وكان هو في مؤخر السفينة معهم نائم، إذ تعب ناسوته من الخدمة طوال اليوم. ولكن جاءت النتيجة فورًا في صيغة سؤال منهم: «أَمَا يَهُمُّكَ أَنَّنَا نَهْلِكُ؟». ولو كنا مكانهم لربما قلنا مثلهم! لقد كان جديرًا بهم أن يثقوا في سلامة الوصول لعدة أسباب: (1) لأن الرب قال: «لِنَجْتَزْ إِلَى الْعَبْرِ». هو قال فمَن يرد كلمته؟ فضمان الوصول ليس في هدوء الأحوال، لكن في قول الرب. (2) لأن الرب معهم في السفينة فكيف يهلكوا؟! ولاحظ أن وجوده لم يمنع هياج الريح، لكن يضمن ثباتًا لهم في مواجهة الظروف. أخيرًا: لان المُعلِّم في المؤخر، في سلام نائم، وهذا لكونه كليّ السلطان، فلم يُكلفه الموقف إلا كلمة، لتنتهي الأزمة ويصير هدوءٌ عظيم. وبعدها بسؤال أعلن الرب عن حالة قلبهم الممتلئ بالخوف، كعرض لمرض إسمه “غياب الثقة فيه”، وأكد سؤالهم الأخير هذا إذ قالوا لبعضهم: «مَنْ هُوَ هذَا؟!». ويا ليتنا نتعلَّم الدرس منهم، فهم فعلوا حسنًا إذ أسرعوا للمُعلِّم، ولكنهم قالوا ما لا يجب أن نقوله. إذ علينا أن نقول: “يا رب، نثق أنك تهتم، ونحن نصرخ إليك، لا لنُخبرك بحالنا، لأنك كلي العلم، وتدري بحالنا، وليس فقط لتغيّر ظروفنا، بل لتكشف أيضًا قلوبنا. فيا مَن أنت معنا، سلامنا فيك، فأنت صاحب السيادة”. آمين.

الكاتب: مايكل موسى

تم تحميل محتوى هذه الصفحة بالتعاون مع موقع طعام و تعزية