«مَنْ أَحَبَّ أَبًا أَوْ أُمًّا أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي ... وَمَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُنِي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي» ( مت 10: 37 ، 38)
هي علامة أخرى على صحة إيمان الشخص، أنه لا يسمح لشيء أن يسمو على علاقته بالمسيح. فيتحتم أن يكون المسيح متقدمًا في كل شيء ( كو 1: 18 ). ولا يصح للمؤمن أن يسمح للروابط العائلية أو الطبيعية أن تجعله يحيد عن طريق الولاء للرب. فإن لم تأتِ دعوة المسيح على قمة كل الأولويات، فهذا دليل على أن الشخص لا يستحق المسيح. لقد أحبنا المسيح ومات لأجلنا، ولا ينبغي لأي أحد أن يأخذ في قلوبنا مكانًا متفوقًا عليه. هل هذا يبدو صعبًا؟ قال مارتن لوثر: “لو أن الإنجيل الذي نكرز به يُقبَل بسهولة من الإنسان، لا يكون هذا الإنجيل حقيقيًا”.
ونحن في العهد القديم نجد علامة تحذير واضحة في شخصية يوناثان، صديق داود، لقد حلف له داود باسم الرب أنه سيكون ثانيًا في مملكته، عندما يستلم مُلْكَه من الرب، ولكنه بالأسف قُتل فوق جبال جلبوع، لأنه فضَّلَ البقاء مع أبيه عن اتباع مسيح الرب في البراري والمغاير. ومن هذا نتعلَّم أن مَن لا يحمل عار وليد بيت لحم ونجار الناصرة، وشهيد الجلجثة، لا يكون مؤهلاً للتمتع بثقل مجده.
والمسيح لم يكتفِ بأن قال إنه ينبغي أن يكون أغلى من الأب والأم، بل يستطرد قائلاً إنه ينبغي أن يكون أغلى من حياة الإنسان نفسها، فمن يضِّن بحياته من أن تُنفق في الشهادة للمسيح سيخسرها، وأما مَن يفقد حياته من أجل المسيح فسيربحها «مَنْ وَجَدَ حَيَاتَهُ يُضِيعُهَا، وَمَنْ أَضَاعَ حَيَاتَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا» ( مت 10: 39 ).
المسيح في محبته لنا وضع نفسه ( في 2: 8 )، وبذل نفسه ( مر 10: 45 )، وسكب للموت نفسه ( إش 53: 12 ). فلا غرابة أن يتطلب منا تكريسنا كله، وحب قلبنا له.
الكاتب: يوسف رياض
تم تحميل محتوى هذه الصفحة بالتعاون مع موقع طعام و تعزية